ما هو الطلاق الصامت
ربما معرفة ما هو الطلاق الصامت سيسهل كثيرًا في تجنب هذه المشكلة، والتي انتشرت في الفترة الأخيرة بشكل كبير، وكان هناك العديد من العوامل لها تأثير على الوصول إلى هذا القرار، وربما كانت الأسباب من الممكن حلها ولكن أصر الزوجين على اللجوء إليه، حيث أن هذا النوع من الطلاق يتم اللجوء إليه في حالات معينة، يتخيل فيها الزوج والزوجة أن هذا هو القرار الصحيح لكي يتم التخلص من المشاكل، ولكن هذا القرار هو المشاكل في حد ذاتها.
ما هو الطلاق الصامت
تنطوي جدران البيوت على الكثير من المشاكل، والصعوبات التي يعيشها أفراد المنزل سواء اطفال أم كبار يتأثر بها أصحابها،
ولكن ربما المتضرر في النهاية هو الأطفال الذين يتشردون بين أب وأم لا يعرفون معنى الحياة الزوجية، ولا يعرفون معنى
السكينة بينهم أو الرحمة.
ونسوا أن الزواج مؤسسة شاملة تعمل على تقويم كل ما هو خطأ بالفرد، وتُعلِمه كيف يكون زوج صالح، ولكنهم يتناسون ذلك
ولا يرون سوى أنفسهم وكبريائهم الذي يودي بهم إلى سد منيع بينهم، وفي النهاية يصل إلى الطلاق الصامت، أو دعنا نقول
الهدم الصامت الناتج عن الكثير من الأخطاء من الطرفين حتى يصل كل منهم إلى مرحلة عدم القدرة على استيعاب الطرف
الآخر، وعدم القدرة على تقبله في حياته أو أن يكون جزء من تفاصيل يومه.
شاهد أيضًا: كيفية التعامل مع الزوج البارد عاطفيا
علاج الطلاق الصامت

بعد أن عرفنا ما هو الطلاق الصامت فمن الطبيعي الآن أن نبحث له عن علاج يمكن من خلاله القضاء على هذه الظاهرة
بشكل تام، ومعرفة معنى الحياة الزوجية السعيدة، ولكن بكل أسف لا يوجد حلول جذرية في الموضوع، فلا يمكن حله سوى
بأن يتعاون الزوج والزوجة على شيء واحد، ويصلون إلى غاية واحدة، ويحمل كل منهم قلب الآخر على مقدار من الراحة.
وفي بعض الحالات التي يستعصى فيها فهم الزوج لزوجته أو العكس، ومن المتوقع لهم أن يصلوا إلى الطلاق بعد فترة وجيزة،
يتم نصحهم أن يقوموا بالتواصل مع طبيب نفسي وعلاج مشاكل زوجية يقوم بتقديم الحلول لهم، والطرق المتبعة في حل
الأزمة بدون اللجوء في النهاية إلى الخراب الصامت، كما حدث مع الكثير من الحالات.
الطلاق الصامت في الإسلام
الإسلام لم يترك أي شيء إلا وقد أعطي حكم في الأمر، وخاصة موضوع الطلاق الصامت، حيث قام بشرح توضيحًا من بداية ما هو الطلاق الصامت إلى حكم من يقوم به في الدين، وكان حكم الإسلام فيه أنه ليس من الدين في الشيء، حيث يعرض
الزوج والزوجة نفسهم على ظلم كبير واقع على كل منهم، ولن يسامحهم الله عليه، فإذا أراد الطلاق يمكنهم الطلاق أمام
الجميع، فهذا حق مباح عنده إذا استحالت الحياة بين الزوجين وقد كفله الله لكل منهم، وإذا أرادا حل المشاكل فيما بينهم
والعودة إلى الحياة الهادئة المسالمة يمكنهم ذلك، ولكن التفكير في الطلاق الصامت ليس صواب.
مراحل الطلاق العاطفي
الطلاق العاطفي الذي يحدث بين الأزواج لا يحدث على مراحل، ولا يوجد حادث من فراغ حيث يستيقظ الزوج والزوجة ويجدون
أنفسهم في حالة طلاق، لكن الأمر يكون على مراحل معينة، تبدأ من خلالها التراكمات التي لا تتم مناقشتها مع الزوج أو
الزوجة، فتعمل على حدوث مسافات كبيرة بينهم لا يمكن أن تذوب بعد ذلك.
وبعدها ينفصل كل منهم عن الآخر فكريًا ولا يربط بينهم او يجعلهم يتحملون بعضهم البعض في هذه الفترة سوى الأطفال إذا
كان يوجد، بعدها تبدأ مرحلة مهمة وهي الانفصال العاطفي، وبعدها يتم الطلاق الصامت الذي يكون بداية لهدم منزل متكامل.
صعوبات الطلاق الصامت
على الرغم من أن البعض من البيوت يكون أطرافها قرروا الطلاق الصامت بعد تفكير كثير، ربما يكون وقتها غير راجح ولكنهم
ارتاح كل منهم للأمر، ولكن بغض النظر عن كل هذا ستكون هناك بعض الصعوبات التي ربما تواجه الزوجة والزوج بعد اتخاذ
القرار، ومنها:
- أن المجتمع لا يعرف ما هو الطلاق الصامت وبالتالي لا يستطيع تقبله بأي شكل ممكن.
- الحديث الذي لن يصمت بعد ذلك من الأفراد في العائلة إذا عُرِف الأمر.
- ربما يتعرض الأطفال لاضطرابات نفسية بسبب غياب الأب والأم وانشغالهم بكل المشاكل التي تكون بينهم، ونسيان دورهم تجاه الأطفال وأنهم مسؤوليتهم.
- المشاكل التي لن تتوقف حتى بعد الطلاق الصامت ستؤثر على الزوجين.
- صعوبة التأقلم على الحياة الاجتماعية التي ستكون مطلوبة من آلام في هذه الفترة بعد الطلاق.
نسبة الطلاق العاطفي
الطلاق الصامت على الرغم من أن الكثير لا يعرفون ما هو الطلاق الصامت إلا أن نسبته تجاوزت أعداد كبيرة وخاصة في
إحصائيات هذا العام حيث وصلت الى 78٪ من النساء والرجال الذين قاموا بطلاق صامت وظل كل منهم مستقر في المنزل.
ولكن أصبح هناك بعد عاطفي بين كل من الزوجين وبعدها حصل البعد الجسدي وأصبح بعدها كل منهم نقطة سوداء في حياة
الآخر يريد التخلص منه، ولكن تمنعه بعض الأسباب من القيام بذلك، وأهمها نظرة المجتمع لفكرة الطلاق، وفي الأغلب هي ما
تدفعهم لذلك.
شاهد أيضًا: الغيرة بين الزوجين متى تكون محودة ومتى مذمومة
الانفصال الصامت

الانفصال الذي يحدث بين الزوجين ويستقر الزوج في المنزل مع الزوجة حتى لا يسمعون أي آراء سلبية من المحيطين بهم
عند القيام به يعتقدون أنه الحل الأمثل، ولكن الحل الأمثل هو البحث عن حلول قبل اللجوء لهذا الأمر، ومعرفة الأسباب التي
كانت لها دور رئيسي في ذلك وتحديدها، وبعد ذلك القيام بحلها، ومن الأسباب التي تعمل على الانفصال الصامت:
- عدم التفاهم بين الزوجين
ووجود طفرة فكرية بين الطرفين تؤثر بشكل كبير على الحياة فيما بينهم.
- البرود العاطفي
الذي يحدث مع مرور الوقت ولا يستطيع أي طرف منهم السيطرة عليه.
- غياب الحب من البداية بين الزوج والزوجة
وعدم اقتناع كل منهم بالآخر بمجرد حدوث أول مشكلة، بعدها على الفور يتطور الأمر إلى أكبر من ذلك، حتى يصلوا في النهاية إلى الطلاق الصامت.
- عدم التجديد في الحياة الزوجية
والتي قد تدفع كل منهم إلى الملل ولا يستطيعون بعدها التأقلم مع الملل فيلقي كل منهم على الآخر مسؤولية الأمر.
قصة عن الطلاق الصامت
إذا أردنا التحدث عن قصص الطلاق التي كانت في الفترة الماضية، فلن تتمكن من الانتهاء، حيث أن البيوت ممتلئة بالمشاكل
التي تنغلق عليها الأبواب، وتمنع أن تنتقل في الخارج بين الجميع، ومن أبرز القصص التي كانت تحكيها امرأة عن طلاقها
الصامت:
- أنها بدأت حياتها الزوجية في سن الثالثة والعشرين بعد أن تخرجت من الجامعة، وبعدها على الفور وجدت زوج لها، وأهلها قاموا بإقناعها أن هذا هو الفرص الذهبية فوافقت من أجل الاهل.
- وبعدها اكتشفت الأمر أنه لا يوجد التوافق الفكري بينهما ولا يمر يوم بدون حدوث مشاحنات، وبعدها قررت الطلاق، ولكن رفض الأهل لأنهم لا يستطيعون تحمل مسؤوليتها بشكل كامل، وقتها قررت مع زوجها أن يتم اللجوء إلى الطلاق الصامت.
وبعد أن عرفنا ما هو الطلاق الصامت يمكن الآن أن نبحث عن الطريقة المناسبة التي تمكن الأفراد المقبلين على الزواج أن
يدركوا كيفية تجنب هذا الأمر، وعدم الاندفاع وراء اختيارات هادمة، وقد تدمر فيما بعد الحياة الأسرية بشكل كبير، لذلك ربما
يكون أسلم حل هو اللجوء إلى مختص بالمشاكل الأسرية يقوم بهذا الدور، حتى وإن كانت لا توجد مشاكل تستحق.